جستجوي پيشرفته | کتابخانه مجازی الفبا

فتوی الإمام الخامنئی جاءت لتؤکد عزم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الراسخ علی المضی قدماً فی مسار التقریب بین المذاهب ووحدة الأمة الإسلامیة. إن هذه الفتوی التأریخیة قد أحبطت کل المؤامرات والدسائس التی کان یخطط لها مثیرو الفتنة والرامیة إلی إضعاف علاقة الشعوب الإسلامیة وجماهیر الأمة بالجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.

مقدمة: حینما زرت العراق فی ربیع الثانی من عام 1431هـ. ق للمشارکة فی المؤتمر العلمی الذی عقد فی جامعة الکوفة لإحیاء ذکری العلامة السید هبة الدین الشهرستانی، تشرفت بزیارة النجف الأشرف وکربلاء والکاظمیة المقدستین، وشملت زیارتی فیما شملته المکتبات الشهیرة فی هذه المدن ومنها: مکتبة الإمام علی (ع)، ومکتبة آیة الله الحکیم، والعلامة الأمینی، والإمام محمد حسین کاشف الغطاء، والشیخ علی کاشف الغطاء، ومکتبة الروضة الحسینیة، والروضة العباسیة، ومکتبة الجوادین فی الکاظمیة.

فتوی الإمام الخامنئی عظیمة أثلجت صدورنا وجاءت فی الوقت المناسب ولو کانت صدرت متأخرة کنا نتمنی أن تکون مبکرة، فهی جیدة من سماحة الإمام السید علی الخامنئی ومقامه الجلیل وحرصه علی وحدة الأمة وهذه فی الحقیقة هی إیقاف لمد غیر صحیح وغیر مقبول ضمن أخلاقیات الأمة الإسلامیة، وما صدر من التعرض للسیدة عائشة أم المؤمنین (رض) هو نوع من التطرف المرفوض عند کل العقلاء والعلماء، نحن ننتظر من أخواننا الفقهاء السادة الجعفریة الشیعة کلهم أن یعملوا بهذه الفتوی وأن لا یخرجوا عنها وأن یکونوا دعاة جمع لهذه الأمة وتقریب ووحدة وبعیداً عن کل تمزیق أو فتنة لا تخدم إلا أعداء الأمة ونحن سعداء بهذه الفتوی ونشکر سماحته حفظه الله ونسأل الله أن یدیم فضله ورعایته وأن یوفقنا جمیعاً لأن نکون أمة واحدة أمام أعدائنا حیث تقوم وحدة هذه الأمة علی محبة وتوقیر آل بیت رسول الله (ص) الأطهار وأصحابه جمیعاً الأخیار وعدم المساس بأی رمز من رموز هذه الأمة وقطع الطریق علی کل داع للفتنة بین السنة والشیعة لنتحمل مسؤولیتنا بین یدی الله عز وجل علی توحید هذه الأمة عملاً بقوله تعالی: Cإن هذه أمتکم أمة واحدة وأنا ربکم فأعبدونB.

الحمد لله رب العالمین، وأتم الصلاة وأشرف التسلیم علی سید الخلائق أجمعین، سیدنا ونبینا محمد، وعلی آله الهداة المیامین المعصومین، وعلی النخبة الکرام من صحبه الأبرار المنتجبین. لکلمة الشوری وقع فی النفس الإنسانیة یبعث علی الراحة والاطمئنان، ولها جرس تهفو له الاسماع وتتفتح القلوب، وفیها جاذبیة تستقطب الارواح والعقول، وتمیل إلیها النفوس، وتسمح لفراعنة الدهر أن یستخدموها وسیلة من وسائل کسب رضی العامة والخاصة، وإن نفرت منها طباع شرسة تمکنت فی صنف محدد من الاشرار.

إن الفتوی التی أصدرها سماحة الخامنئی بتحریم الإساءة إلی الصحابة (رض) أو المساس بأمهات المؤمنین زوجات رسول الله (ص) صدرت فی التوقیت المناسب لتقطع الشک بالیقین وتضع حداً لنشوء الفتنة بین المسلمین علی اختلاف مذاهبهم، وهی تدل علی فهم عمیق لخطورة ما یقوم به بعض مروجی الفتن فی الأمة ممن یدأبون علی تمزیق وحدتها وتشتیت شملها وهم أهل البدع والأهواء والشبهات وأهل الضلالة من هذه الأمة، لقد جاءت هذه الفتوی لتعبر عن حرصٍ علی وحدة المسلمین وتماسک صفوفهم ولتحذر من أسباب الفرقة بینهم،...

- اعتقد بان اکبر الموانع فی هذا العصر وربما فی کل عصر هو التطرف والاسراع فی اتخاذ المواقف المختلفة تجاه الاراء الاخری، ومن مظاهر هذا التطرف اتخاذ المواقف العدائیة وتوجیه الاهانة لمقدسات الطرف الاخر ومحاولة التقلیل من قداستها وکرامتها وهی التی تحرک الطرف الآخر الی مالا تحمد عقباه، خاصة من خلال بعض المحطات التلفزیونیة.  واعتقد ان مثل هذه المحطات بلاریب مأجورة لعدو الامة الاسلامیة ویجب ان تُقابَل بالطرد وبالإدانة والاعتراض علی مواقفها التفریقیة والتمزیقیة، هذه المحطات بالواقع تحقق العمالة لتمزیق الامة الاسلامیة ونشر التکفیر فیما بینها.

بسم الله الرحمن الرحیمو الحمد لله رب العالمین وصلی الله علی سیدنا محمد المصطفی وآله الطیبین وصحبه المنتجبین. إن الکعبة الشریفة التی هی رمز الوحدة والعزة ومظهر التوحید والقیم الروحیة، تستضیف فی موسم الحج قلوبا مفعمة بالشوق والأمل، توجهت من کل أرجاء المعمورة إلی مهد الإسلام مجیبة دعوة الرب الجلیل مرددة نداء التلبیة. إن الأمة الإسلامیة تستطیع الآن أن تشاهد بعیون موفدیها المجتمعین هنا من أصقاع العالم، صورة مصغرة من رحابة ساحتها وتنوعها، وعمق الإیمان الذی یحکم قلوب أتباع هذا الدین الحنیف، وأن تقدر هذا الرصید الهائل الذی لامثیل له تقدیرا صحیحا.

علق الدکتور عبد السلام راجح عضو مجلس الشعب السوری علی الفتوی التی أصدرها قائد الجمهوریة الاسلامیة ایة الله السید الخامنئی بتحریم الإساءة إلی أزواج النبی (ص) أمهات المؤمنین ورموز أهل السنة وقال: لیهنأ عالمنا الإسلامی بوجود حکماء عظماء کسماحة السید علی الخامنئی حفظه الله، خاصة وأنه حث الأمة الإسلامیة علی وحدة الصف ووحدة الکلمة مشیرا الی أنها وُصفت فی کتاب الله (وإن هذه أمتکم أمة واحدة) وکون هذه الفتوی عنواناً للُّحمة بین أبناء الإسلام قاطبة لا فرق بین عربی وأعجمی ولا أسود ولا أبیض ولا بین أتباع مذهب وآخر، إن الأمة الإسلامیة هی أمة الإله الواحد والنبی الواحد والقرآن الواحد.

أکد الشیخ عبدالناصر الجبری نائب رئیس جبهة العمل الإسلامی فی لبنان أن سماحة الإمام الخامنئی حفظه الله لیس مرجعا وعالما وقائدا علی المستوی الشیعی وحسب وأنما هو عالم وقائد علی مستوی العالم الاسلامی. وقال الشیخ الجبری رداً علی سؤال حول تقییمه للفتوی التی أصدرها سماحة السید القائد بخصوص النیل من رموز المسلمین: هذه الفتوی لها اثر کبیر علی الساحة الاسلامیة لا سیما علی السنة، وأن سماحة السید یبین حکما شرعیاً للأمة کلها، خاصة أن بعض السنة یعتقدون أن الشیعة یسبون زوجات النبی (ص) لکن برهن سماحة السید بهذه الفتوی علی أن الشیعة الامامیة یوقرون ویحترمون ویصونون بدورهم ازواج النبی(ص).

قال سماحة آیة الله الشیخ ناصر مکارم الشیرازی: إننا نستنکر ما قام به بعض الجهلة المتلبسین بزی أهل العلم، من إساءة مشینة لنساء النبی الأعظم (ص)، مؤکداً: إن هذا الشخص لا یخلو إما أن یکون عمیلاً مأجوراً، أو سفیهاً ومجنوناً. وأضاف سماحته: الغریب هنا هو قیام بعض علماء التیارات المتطرفة بالإستناد إلی هذا الکلام، وکأنهم نسوا الحکم بالإرتداد الذی أصدره الإمام الخمینی الراحل (ره) علی سلمان رشدی بسبب کتابه "الآیات الشیطانیة" الذی یحتوی فی مواضع کثیرة علی إساءات مشینة لنساء النبی (ص).