جستجوي پيشرفته | کتابخانه مجازی الفبا

مثّل العمل كممارسة إنسانية متميّزة موضوعا لتصوّرين مختلفين وربّما متناقضين. الأول نجد أصوله عند هيجل وماركس الشاب ومعناه أن العمل لا ينفصل عن الإنسان باعتباره خاصيته النوعيّة وعنوان انسانيّته. وأما الثاني فإنه يعرّف العمل كنشاط اقتصادي صرف تحكمه مقتضيات النجاعة وتحدّده القيم الإقتصاديّة. قد تحيل فكرة إنسانيّة العمل إلى نزعة إنسانويّة ذات طابع نقدي من حيث أنها تتعارض مع واقع العمل في إطار الرأسماليّة العالميّة أو العولمة الرأسماليّة. هل بالإمكان فهم ظاهرة العمل حسب مقتضيات العقلنة الإقتصاديّة أم أنّ العمل كنشاط نوعي لا يفهم إلاّ حسب منطق أخلاقي؟. هدفنا في هذا المقال هو أن نبيّن أنّ تحوّلات العمل في العصر الإمبريالي من شأنها أن تدفع إلى التفكير وإلى تكريس معنى جديد للمواطنة يقوم على التأليف بين الحقوق الإقتصاديّة و الإجتماعيّة حسب نمط جديد للوجود البشري يقطع مع الرأسماليّة.

يشكل البحث في العوائق التي تحول دون المسلمين وفعل التفلسف إحدى أهم الظواهر السوسيو ثقافية التي لما تحظى بعد بالدراسة الموضوعية المتأنية، فما السبب الذي يجعل المسلمين في كل فترة من فترات تاريخهم يصبون جام غضبهم على الفلسفة وأهلها؟ لم يتكرر الأمر في التاريخ، وكأن الأمر يتعلق بظاهرة مطردة، نحتاج فقط إلى معرفة أسبابها من أجل السيطرة عليها ومنع تكرارها؟. لا تطمح هده الدراسة إلى الإجابة عن هدا السؤال، لكنها تريد، فقط، أن تنبه أنْ على الدراسات المونوغرافية أن تنطلق في هدا الباب، فتفحص تراثنا، وتتلمس داخله وخارجه جملة هده العوائق الداخلية والخارجية التي تجعل الفلسفة وأهلها دوما في قفص الإتهام، فإن الوعي بالداء أهم مرحلة من مراحل الحسم معه، وقد يكون الداء عسيرا واقتلاعه أشد عسرا.

إنّ حضور فلسفة هنري برغسون الروحانية جاءت كرد فعل ضد حداثة العقل الأداتي للعلم و التقنية , و كذا استغفال الإنسان المعاصر للأبعاد الروحانية للإنسانية جرّاء تعالقه بالصيغ المادية المقيّدة بالرمزيات المسطحة التي تحجب البصيرة عن الحقيقة الروحانية .إن الإنسان المعاصر إذا استقرأ خبايا جوانيته و أناه القابعة في باطن نفسه , يستكنه قيم روحانية و يتبصر بحصافة شخصيته الحقيقية التي تمتاز بالحرية و التجدد و الخلق و الديمومة , و هي المنبع الرقراق و الصافي لقيمنا الروحانية التي تشفي غليلنا القيمي الحياتي , لذلك عبّر برغسون عن هذا النهل الفياض و المعين الذي لا ينضب ب''الديمومة''. -فماهي مكانة الديمومة في فلسفة هنري برغسون الروحانية ؟ , و لماذا ركّز برغسون على الروح في مقابل الجسد الطبيعي ؟ و ماهو المنهل الفياض للقيم الروحانية البرغسونية ؟ و كيف دحض برغسون تصورات الحداثة المرتكزة على العقل الأداتي و قيم التشيؤ ؟.

تطرح طبيعة التفلسف اعتراضات عديدة أمام تقنين العملية التعليمية في الفلسفة، على قاعدة الحرية والاستقلالية التي يصبو إليها العمل الفلسفي، ولذا عمل علماء التربية على تكييف تعليمية الفلسفة وفقا لطبيعة الحقل المعرفي، والتي في الأصل مسألة بديهية حيث أن مراعاة القابليات الفردية لدى المتعلم مع طبيعة القضايا المقدمة في الحقل التعليمي، أمر واجب.واستقراء التعليمية الفلسفية عبر تاريخ الفلسفة يكشف عن وجود مناهج فلسفية عديدة، رسّخها الفلاسفة عبر التاريخ بدءا بتعليمية الحوار السقراطي، الذي كان يقوم على مسلّمة رئيسة هي امتلاك الجميع للحقيقة، والتفلسف هو آلية مساعدة لاستخراج الحقيقة من دفائن العقول.

بداية إدراك فعل التفلسف كان من اللحظة التي وعى فيها الإنسان الغربي تحوُّله من الفرد إلى الإنسان الكائن من خلال تمرُّده على المؤسسة الاجتماعية التي اختزلته خلال قرنين من الزمن، حيث تفكير اللحظة كان امتدادا لفهم المكان المفتوح بدءاً من أحداث ماي 1968 التي خلقت ارتجاجا في البنية المؤسساتية- الاجتماعية منها الجامعة والوعي المنفتحة على الآخر..الفكر الثوري لـ 1968 نراه في قراءاتنا لـ:/ فوكو/ بأنّه وضْعٌ لإنسانية جديدة (Néo-humanisme) بقلب كل الخطابات اليسارية التي كانت إيجابية من جهة أنّها حثّت بفكرها السلطوي إلى إعادة التفكير في فكر الستينيات لنشوء فكر 68 شارك فيه نخبة من الفلاسفة والطلبة، هي فلسفة جديدة لرفض فكرة الحداثة، ولرفض النزعة الإنسانية (الإيديولوجيا.

إن طريق هايدغر هو طريق المخاطرة الفلسفية الكبرى كما يصفه جعفر عبد السلام جعفر، فهو أي هايدغر يريد العودة إلى الأصول الفلسفية الأولى بغرض قراءتها من جديد وهذا في ضوء هدفه الفلسفي الأوحد "السؤال عن معنى الوجود"،فكان طريقه هو طريق العمق و الأصالة، وبهذا فهو سيعيد التفكير في التصورات الأساسية للفلسفة الغربية فكان هذا التفكير حوارا عميقا مع تاريخ الفلسفة و مع مختلف الفلاسفة محاولا العودة إلى اللحظة التي كان يفكر فيها هؤلاء الفلاسفة وساعيا إلى الكشف عن الذي لم يقولوه ، ولعل من أبرز هؤلاء نجد أفلاطون (428-348 ق.م ) وأرسطو (384 -322 ق.م )

ينطلق هيدغر من وجهة نظر محض هيدغيرية حينما يؤكد على أن "إرادة القوة تحدد الطابع الأساسي لكل كائن"1. وبالارتكاز على مفهوم الكائن الذي يحيل إلى الأفق الذي سيدرج، بناء عليه، نيتشه في إشكاليته الخاصة، فإن هيدغر يقوم من حيث المبدأ بنسب الموقف النيتشوي المطروح إلى كل ما أمكن التقليد الإدلاء به بإزاء مفهوم إرادة القوة، مع شوبنهاور، شيللينغ، هيغل، ليبنتز.

من بين مكتشفات الغوص في أعماق تجربة فكر هيدغر، هو ان هذا الفكر لا ينفتح بدلالة افق خاص، وإنما هو يتشكل بدلالة آفاق، والشاهد على ذلك هو ان ما اعلنت عنه الفقرة السادسة من ((الوجود والزمان Être et temps )) التي كان فحواها ان تقويض تاريخ الانطولوجيا الكلاسكية مهمة تتطلب الانجاز لم يرى اكتماله إلا من خلال القبض على تاريخ الانطولوجيا من جديد، قبضة فينومينولوجية هيرمينوطيقية، ما فتئت تنقلب على ذاتها

"أيُّ معنى للاشتغال بالفلسفة اليوم؟ " هكذا يتساءل ميشال فوكو في أحد النصوص التي تعود الى سنة 1967. والحقيقة أنه إذا كان السّؤال عن ماهية الفلسفة ملازما لتاريخها فإن خصوصية السؤال الفوكوي تكمن في ربط التفكير في معنى الفلسفة بالواقع الراهن. حيث لا يتعلق الأمر بطرح سؤال " ما الفلسفة؟" وإنما بسؤال: "ما الذي يعنيه التفلسف اليوم؟". تلك هي الدلالة العميقة لما يسميه فوكو" أنطولوجيا الحاضر" بماهي قول فلسفي نقدي في شكل وجودنا اليوم. إنها تشخيص للراهن ومقاومة لضروب السلطة فيه. وهو ما يعني أننا إزاء أسئلة حول " الحاضر" وحول شكل وجودنا اليوم. إنها أسئلة "أنطولوجية" بما أنها أسئلة حول الوجود، ولكن ليس الوجود المطلق وإنما الوجود التاريخي للبشر الذين هم ".

يمثل كتاب الدكتور عبد القادر جغلول "الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي عند ابن خلدون" إنتاجا فكريا يتصف بطابع الأصالة والتميز والاختلاف، وهو إذ يغني المكتبة العربية فإنه يشكل إضافة نوعية في علم الاجتماع السياسي العربي المعاصر. فالكتاب يتجاوز بمنهجيته التكاملية الأطروحات الكلاسيكية المتواترة في عملية تصنيف وتحليل الظواهر الاجتماعية والسياسية المعاصرة اليوم، حيث يمثل كتابه محاولة جادة للخروج من مأزق المراوحة في المكان والدوران في فلك الكتابات التي لا تخرج عن متاهة التقليد والمحاكاة والتماهي الفكري