جستجوي پيشرفته | کتابخانه مجازی الفبا

بسم الله الرحمن الرحیمالحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی سیدنا محمد وعلی آله الطیبین الطاهرین وصحبه الغر المیامین، ومن تبعهم بإحسان إلی یوم الدین. أما بعد؛فإن أمتنا الیوم تعانی جملة من الإشکالیات الفکریة النظریة والحیاتیة العملیة، بالإضافة إلی کثرة ما حدث فی هذا العصر من نوازل ووقائع مستجدة تلامس عموم الأمة، ویطال تأثیرها سواد المسلمین، ولیس هناک من سبیل سوی اعتماد الجماعیة الاجتهادیة القائمة علی عمل الخبراء واستنباط الفقهاء، مع الاستئناس بالعلوم والمعارف العصریة، وبذلک یکون الاجتهاد ملبیا لاحتیاجات الأمة، وعصمة للفتاوی عن الزلل، وصیانة للفکر عن الزیغ، وتأکیدا علی التلازم المتقن بین التخصصات المختلفة.وهذا هو موضوع هذه الورقة والتی جاءت بعنوان: (الاجتهاد الجماعی وأهمیته فی العصر الحاضر)، وقد جعلتها فی أربعة مباحث وخاتمة:

مصرف خمس الرکاز والمعادن :قال الشیخ الطوسی: مصرف الخمس من الرکاز والمعادن مصرف الفیء. وبه قال أبو حنیفة.وقال الشافعی وأکثر أصحابه: مصرفها الزکاة، وبه قال مالک، واللیث بن سعد.وقال المزنی، وابن الوکیل من أصحاب الشافعی: مصرف الواجب فی المعدن مصرف الصدقات، وأمّا مصرف حقّ الرکاز فمصرف الفیء.وقال ابن حزم الظاهری : یقسّم خمس الرکاز وخمس الغنیمة علی خمسة أسهم، فسهم یضعه الإمام حیث یری من کلّ ما فیه صلاح وبرّ للمسلمین.

{إنَّ هَذه أُمَّتُکمْ أُمَّةً وَاحدَةً وَأَنَا رَبُّکمْ فَاعْبُدُون.(1)}{وَإنَّ هَذه أُمَّتُکمْ أُمَّةً وَاحدَةً وَأَنَا رَبُّکمْ فَاتَّقُون.(2)}علاج الفتنة:إن مکافحة الفتن الطائفیة والسعی إلی التقریب والتفاهم والتضامن والتعاون بین المسلمین من ثوابتنا السیاسیة والحضاریة والاقتصادیة.وتدخل فی تکوین الأمة الإسلامیة الواحدة. ومن دونه لا تتحقّق الأمة الواحدة التی جعلها الله أمة وسطاً، وشاهدة علی سائر الأمم.

بسم الله الرحمن الرحیملا یحتاج القارئ المتبصر لتاریخ أمتنا الإسلامیة إلی کبیر عناء لیکتشف عدداً من الشواهد التی تتکرر لتدل علی حال الأمة فی کل حقبة من حقب تاریخها قوة أو ضعفاً. تقدماً أو تخلفاً، عزاً أو ذلاً، ومن أبرز هذه الشواهد الدالة علی حال الأمة، وحدة أبنائها باعتبارها تکلیفاً شرعیاً لهم ترتبط بتحقیقها الکثیر من التکالیف الشرعیة الأخری. فعندما تفرط أمتنا بوحدتها تفرط بالکثیر من تکالیف دینها أولاً. واحتیاجات دنیاها ثانیاً، لأن الوحدة سر منعة الأمة، وقدرتها علی القیام بمهامها الرسالیة، وأولها تبلیغ الإسلام للناس کافة، ثم الشاهدة علیهم. وشرط الشاهد أن یکون حاضراً فاعلاً.

یمکننا أن نقول إن النصف الثانی من القرن العشرین یشکل احد ألمع العصور فی الحوزات الشیعیة والاسلامیة علی الإطلاق وربما کان هذا التحول انعکاساً للتحول الکبیر فی مسیرة النظام العالمی بعد الحرب العالمیة الثانیة الی حد کبیر.لقد شهدت الحوزات العلمیة ظاهرتین ذهبیتین:الاولی: تطور العملیة الاجتهادیة ویرجع بجذوره الی دور المرحوم الامام الوحید البهبهانی (ت 1206ه) واخوانه من العلماء من امثال السید محمد بحر العلوم (ت 1212ه) والسید العاملی (ت 1226ه) والشیخ کاشف الغطاء الکبیر (ت 1228) والمیرزا القمی (ت 1231) وصاحب الریاض (ت 1231) والشیخ النجفی صاحب الجواهر (ت 1266) ودورهم فی دحر الجمود الأخباری الذی اصاب العملیة بالشلل، ولکن النهضة الاجتهادیة الکبری بدأت علی ید الشیخ الاعظم الانصاری (ت 1281) ثم قویت علی ید علماء من امثال المرحوم الیزدی، والمرحوم الآخوند الخراسانی ثم المیرزا النائینی والشیخ العراقی والشیخ الإصفهانی وکانت القمة تتمثل فی الجیل التالی من مثل المرحوم الامام الحکیم، والمرحوم الامام الخوئی والمرحوم الامام الحائری والمرحوم الامام البروجردی والمرحوم الامام الخمینی، واخیراً- فیما اعتقد- بلغت نضجها العظیم علی ید أمثال الشهید الامام الصدر.

جعل الله سبحانه وتعالی الاختلاف من طبیعة هذه الحیاة الدنیا وغریزتها, وجعله بین أهلها من البشر, والاختلاف سنة ربانیة, وباقیة إلی أن یرث الله الأرض ومن علیها. فقال تعالی:

بسم الله الرحمن الرحیم - إن النهضات الشعبیة التی تشهدها مناطق هامة من العالم الإسلامی، لا ریب أنها تبشر بواقع سیاسی و إجتماعی و ثقافی جدید فی المنطقة و صیاغة معادلات جدیدة فی قواعد النظام العالمی، وهو ما یتطلب تضافر جهود المفکرین والنخب الدینیة والثقافیة والعلمیة و کل المخلصین والحریصین علی مستقبل الأمة الإسلامیة من أجل دراسة هذة الظاهرة العظیمة و تناول کافة جوانبها و أبعادها، و من هنا فإن هذا الإجتماع یحظی بأهمیة کبیرة من حیث أن بإمکانة أن یؤدی دورا فاعلا فی رصد مکامن الخطر والتحدیات التی تواجة هذة الحرکة و رسم المسار الصحیح لها بما تفرضة مصالح الأمة الإسلامیة.