جستجوي پيشرفته | کتابخانه مجازی الفبا

إن التعریف برواد التقریب من العلماء الشیعة والعلماء السنة وتبیین رؤاهم التقریبیة ونشر تراثهم، تعتبر من الأنشطة المؤثرة التی یجب الإهتمام بها ومتابعتها بجدیة. وهناک الکثیر من العلماء الذین کانت لهم رؤی وتوجهات تقریبیة وأکدوا علی هذا المنهج فی مسیرتهم العلمیة والعملیة، منهم علی سبیل المثال العلامة الحلی (ره) الذی ألف کتاباً بعنوان (تذکرة الفقهاء) تعرض فیه للمسائل الفقهیة حسب آراء جمیع المذاهب الإسلامیة، أضف إلی ذلک أننا حینما نطالع الکتب التی ألفها العلامة فی مجال الأبحاث الکلامیة، نلاحظ منه الإحترام والتبجیل الذی یبدیه بالنسبة لعلماء السنة، وحینما یذکر اسم أحدهم یترضی علیه ویقول (رضی الله عنه).

الرؤیة الثقافیة الاسلامیة ووجوب التعلیم بهاالرؤیة الثقافیة الإسلامیة رؤیة هادفة، تنطلق من مرجعیة مقدسة للحیاة الإسلامیة تعطیها شکلها و مضمونها المتمیزین. وتستبطن هذه الرؤیة مجمل أسس عملیة التغییر الاجتماعی الشامل؛ فهی الإطار الذی یجمع فی داخله مختلف مجالات التغییر. ومهما اختلف علماء الاجتماع والنفس والانثروبولوجیا والإعلام فی تحدید مفهوم الثقافة أو الرؤیة الثقافیة، فإنهم یتفقون علی دورها الأساسی فی رسم تفاصیل حیاة المجتمع والفرد وتحدید أنماطها، أی أنها بکلمة أخری: العنصر المرکب الذی یحدد الأفکار والسلوک والظواهر الاجتماعیة. ویعدها الإمام الخمینی (رحمه الله) "المصنع الذی یصنع الإنسان" و"طریق إصلاح المجتمع" أو أنها-کما یقول المرحوم مالک بن نبی - "الدستور الذی تتطلبه الحیاة العامة، بجمیع ما فیها من ضروب التفکیر والتنوع الاجتماعی".

أکد الشیخ عبدالناصر الجبری نائب رئیس جبهة العمل الإسلامی فی لبنان أن سماحة الإمام الخامنئی حفظه الله لیس مرجعا وعالما وقائدا علی المستوی الشیعی وحسب وأنما هو عالم وقائد علی مستوی العالم الاسلامی. وقال الشیخ الجبری رداً علی سؤال حول تقییمه للفتوی التی أصدرها سماحة السید القائد بخصوص النیل من رموز المسلمین: هذه الفتوی لها اثر کبیر علی الساحة الاسلامیة لا سیما علی السنة، وأن سماحة السید یبین حکما شرعیاً للأمة کلها، خاصة أن بعض السنة یعتقدون أن الشیعة یسبون زوجات النبی (ص) لکن برهن سماحة السید بهذه الفتوی علی أن الشیعة الامامیة یوقرون ویحترمون ویصونون بدورهم ازواج النبی(ص).

الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی نبیّنا محمد رسول الله، وعلی سائر إخوانه من النبیّین والمرسلین، وعلی آله وصحبه ومن تبع هداه إلی یوم الدین، وبعد.فقد عقدت الجمعیة العامة الثالثة للاتحاد العالمی لعلماء المسلمین فی مدینة استانبول أیّام 16 و 17 و 18 من رجب 1431ه =29/6/2010م.وشارک فی هذه الجمعیة أکثر من أربع مئة عالم من أعضاء الاتحاد من مختلف أنحاء العالم الإسلامی، تجشّموا عناء السفر لأداء دورهم البنَاء فی تقویة هذا الاتحاد وتطویر عمله وتأکید دوره الأساسی فی خدمة قضایا الأمة والدفاع عن مصالحها.

قال سماحة آیة الله الشیخ ناصر مکارم الشیرازی: إننا نستنکر ما قام به بعض الجهلة المتلبسین بزی أهل العلم، من إساءة مشینة لنساء النبی الأعظم (ص)، مؤکداً: إن هذا الشخص لا یخلو إما أن یکون عمیلاً مأجوراً، أو سفیهاً ومجنوناً. وأضاف سماحته: الغریب هنا هو قیام بعض علماء التیارات المتطرفة بالإستناد إلی هذا الکلام، وکأنهم نسوا الحکم بالإرتداد الذی أصدره الإمام الخمینی الراحل (ره) علی سلمان رشدی بسبب کتابه "الآیات الشیطانیة" الذی یحتوی فی مواضع کثیرة علی إساءات مشینة لنساء النبی (ص).

إن مثل هذا الموقف یحمل محاسنه فی ذاته ویحمل فی طیاته دعوة إلی التآلف والتضامن والتعاون علی قولة لا اله إلا الله محمد رسول الله وهذه مبادرة یحمد ویشکر علیها سماحة المرشد القائد السید علی الخامنئی ،وقد أثبت بذلک دعوته الجادة والحکیمة للأمة کلها من أجل أن تتصافی قلوبها لبناء اوطانهم والحفاظ علی سیادتها واستقلالها،والدعوة إلی دینهم المجید علی أساس الوحدة الإسلامیة بین المسلمین کافة تضم کل الأطیاف دون استثناء مادام الجمیع یقرون بألوهیة الله عز وجل والقرآن الکریم ورسالة النبی محمد (ص).

حاول البعض التکفیریون علی وجه الخصوص النفخ فی الفتنة التی اثارتها شخصیة شیعیة جهلت التحدیات التی یواجهها المسلمون، الی ان جاءت فتوی الإمام الخامنئی لتفویت الفرصة علی الاعداء الذین یخططون لتمزیق صفوف المسلمین.جمیع الأوساط والشرائح فی المجتمعات الإسلامیة تتحدث الیوم عن الفتوی التی أصدرها الإمام السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة فی ایران ضد الإساءة التی وجهت الی احدی امهات المؤمنین من قبل مغفل أراد، عالما أو عامداً، النیل من وحدة الامة الاسلامیة، والتی جاءت فی الوقت المناسب وأوضحت درایة وحنکة القائد والمرجع الشیعی الکبیر ، فجمیعا شاهدنا فی وسائط الإعلام خلال الأیام القلیلة الماضیة (منذ صدور الفتوی) أن الکثیر من الجهات الإسلامیة والعربیة، علماء ومفکرین شدّوا علی ید السید القائد مثمنین الفتوی ومعلنین تضامنهم معه دفاعاً عن کرامة الرسول الأکرم (ص) ونبذ الفتنة وتعزیز أواصر الأخوة بین أبناء الأمة.

عرف الناس عبر التاریخ العربی والإسلامی دور المؤسسات الدینیة فی دفع جماهیر الأمة لاتخاذ موقف ما تجاه الأخطار الداخلیة أو الخارجیة التی واجهها العالم الاسلامی برمته.الحدیث هنا عن دور هذه المؤسسات فی أهم قضیة. بالنسبة للعالم العربی والاسلامی وهی قضیة فلسطین اولا، و کیف کان دور هذه المؤسسات الی یومنا هذا، وماذا عن المرجعیات الدینیة والمفکرین الاسلامیین تجاه هذه القضیة. حول هذا الموضوع حاورنا الدکتور حسن مصطفی الباش أستاذ علم الأدیان المقارن وتاریخ القدس الشریف.